قَالَ الإِمَامُ الشَافِعِيُّ
المُتَوَفَّى سنة 204 هـ :
فيِ مَدْحِ السَفَرِ[1]
|
1
|
مِنْ رَاحَةٍ
فَدَعِ الأَوْطَانَ وَاغْتَرِبِ
|
#
|
مَا
فيِ المُقَامِ لِذِيْ عَقْلٍ
وَذِيْ أَدَبٍ
|
وَانْصَبْ فَإِنَّ لَذِيْذَ العَيْشِ فيِ النَصَبِ
|
#
|
سَافِرْ تَجِدْ
عِوَضًا عَمَّنْ تُفَارِقُهُ
|
ِانْ سَالَ طَابَ وَإِنْ لَمْ يَجْرِ لَمْ يَطِبِ
|
#
|
إِنِّيْ رَأَيْتُ
وُقُوْفَ المَاءِ يُفْسِدُهُ
|
وَالسَهْمُ
لَوْلاَ فِرَاقُ القَوْسِ لَمْ يُصِبِ
|
#
|
وَالأُسْدُ
لَوْلاَ فِرَاقُ الغَابِ مَاافْتَرَسَتْ
|
لَمَلَّهَا النَاسُ مِنْ عُجْمٍ وَمِنْ عَرَبِ
|
#
|
وَالشَمْسُ
لَوْ وَقَفَتْ فيِ الفُلْكِ دَايِمَةً
|
وَالعُوْدُ
فِي أَرْضِهِ نَوْعٌ مِنَ الحَطَبِ
|
#
|
وَالتِبْرُ كَالتُرْبِ
مُلْقًى فيِ أَمَاكِنِهِ
|
المفردات:
: العاقل
|
ذي عقل
|
: الإقامة >< السفر
|
المقام
|
||
: سافر
|
اغترب
|
: اترك
|
دع
|
||
: جدَّ واجْتهدْ
|
انصب
|
: بدل
|
عوض
|
||
مف. الغابة
|
الغاب
|
: العناء : التعب : الجدّ
|
النصب
|
||
: busur
|
القوس
|
: anak panah
|
السهم
|
||
العَجَمُ : ضدّ العرب
|
العُجْمُ
|
مف. الفَلَكُ : مدار النجوم
|
الفُلْكُ
|
||
: التراب
|
الترب
|
: فتات الذهب قبل أن يصاغ |
التبر
|
||
|
|
: ضرب من الطيب يُتَبَخَّرُ به، يظهر رائحته عند احتراقه.
|
العود
|
||
الشرح:
1- الرجل
العاقل المتأدّب سوف لايرتاح عند الإقامة في مكانه، وسوف لايقنع بما عمله وما وجده
في مقامه وسيرحل عن وطنه باحثا عن التجربة والعلم والمعرفة، فعليك أن تغترب وترحل
إلى بلاد آخر.
2- إذا سافرت
إلى مكان آخر ستجد بديل من فارقته من الأحبّة و الجوار والأصدقاء، وعليك أن تنصب و
أن تتعب لأن اللذة لاتنال إلاّ بعد التعب وبعد العمل الشاقّ، وقلبك سيرتاح يعد
نجاحك من عملك الشاقّ، ولأنّ العمل والنصب من فطرة الإنسان، وذلك لأنّ الله قد وهب
للناس القوّة في أجسامهم، و واجب كلّ إنسان إخراج تلك القوّة، فإن لم يخرجها
بالعمل والنصب فتلك القوّة ستعمل في داخل الجسم فتفسده وعاقبت ذلك المرض.
3- إنّي رأيت
الماء الذي لايسيل بل يثبت في مكانه فاسدا، تغيّر منه اللون والطعم والرائحة لعدم
التبادل والتجدّد، وأمّا الماء الذي يسيل فلايفسد بل الماء السائل نقيّ وطيّب،
وكذلك المرء الذي يثبت في المكان ولا يرحل إلى مكان آخر سيفسد لأنّه لايعرف ما
حوله من التقدّمات وتغيّرات، وأمّا المسافر الباحث للعلم والتجربة والمعرفة
فتجدّدت حاله وطاب عقله وتوسّعت معرفته، فهو أحكم في مقابلة العيش.
4- الأسد سيّد
الوحوش في الغابة وهو حيوان مفترس، ولكنّه مع شدّته لايعرف افتراسه إلاّ إذا خرج
من الغابة، وكذلك السهم القاتل لايؤذي شيئا إن لم يخرج من قوسه. وكذلك المرء الذي
لم يخرج من داره فلم ينتفع من مزاياه، ولكن إذا خرج وسفر سينتفع كثير من الناس من
مزاياه وأعماله.
5- الشمس كوكب
نافع يحتاج جميع من افي العالم إلى ضوءها، ولكن إذا ثبتت الشمس في الفلك دائمة
لاتغرب، سيتقلّب جميع من في العالم من الحاجة إليها إلى السئامة منها. وكذلك أنت
ولو كنت رجلا مرجوّا ومحترما في بلادك ولم تسافر سيسأمك جميع من في بلادك.
6- وكذلك الذهب
معدن غالٍ ذو ثمن ويحبّة كثير من الناس، ولكنّه إن لم يخرَج من مكانه ولم يُصَغْ
ولم يَزَلْ مخلوطا مع الأرض فلاثمن له، وكذلك العود الذي له رائحة طيّبة إذا اجمع
مع سائر الخشب فمثله كمثل الحطب لايعرف حسن رائحته، لأنّ العود يعرف حسن رائحته
بعد إحراقه. وكذلك المرء الثابت في داره فثمنه كثمن عموم الناس لأنّه لايعرف منه
من العلم والمعرفة والمزايا، ولكن إذا خرج وسفر وعمل ونصب سيعرف ما له من العلم
والمعرفة والتجارب فينتفع منه الناس.
الخلاصة:
1- عليك أن
تسافر للبحث عن العلم والمعرفة والتجربة، لأنّ ذلك من صفة العقلاء.
2- لاتخف
بالسفر من ضياع الأصدقاء والأقرباء، لأنّك ستجد بدلهم بالسفر والعمل والنصب تنال
لذّة العيش.
3- إذا أردت أن
تكون طيّبا وحكيما فعليك أن تسافر لطلب العلم والمعرفة والتجربة، فلاتثبت فتفسد
نفسك كفساد الماء الثابت في مكانه.
4- عليك أن
تسافر من دارك لأنّ ذلك يؤدّي إلى الصواب، لأنّ مثل المسافر كمثل الأسد الخارج من
الغابة فافترس، أو السهم الخارج من القوس فقتل.
5- إذا رغبت أن
لايسأم منك الناس فعليك أن تسافر فتزيد شوقهم إليك وتأتي إليهم والتجربة والمعرفة
الجديدة.
6- عليك أن
تخرج من مكانك لأنّ ثمن المرء لا يعرف إلاّ إذا خرج من داره كمثل التبر والعود
يعرف حسنه و ثمنه إذا أخرج من أصله.
الأسئلة:
1- لماذا يجب
علينا أن نغادر وطننا؟
2- لماذا يجب
علينا أن ننصب في العمل؟ لماذا لايجوز أن
نخاف من ضياع من تركناه لأجل السفر؟
3- لماذا يكون
ثبوت المرء يؤدّي إلى فساده؟
4- لماذا يجب
على الأسد والسهم أن يخرجا؟
5- متى سيسأم
الناس إلينا؟ فما واجبنا؟
6- متى يعرف
ثمن المرء؟ فما الواجب علينا؟
----------
قال الإمام علي بين أبي طالب
المتوفّى سنة 40 هـ
|
2
|
وَبِرِّ
ذَوِيْ القُرْبَــى وَبِرِّ الأَبَاعِدِ
|
#
|
عَلَيْكَ بِبِرِّ
الوَالِدَيْــنِ كِلَيْهِمَا
|
عَفِيْفًا ذَكِيًّــا
مُنْجِزًا لِلْمَوَاعِدِ
|
#
|
وَلاَتَصْحَبَنَّ
إِلاَّ تَقِــيًّا مُهَذَّبًا
|
يَصُنْكَ
مَدَى الأَيَّامِ مِنْ شَرِّ حَاسِدِ
|
#
|
وَكُنْ
وَاثِقًا بِاللهِ فيِ كُلِّ حَادِثٍ
|
وَلاَ
تَكُ بِالنَعْمَــاءِ عَنْهُ بِجَاحِدِ
|
#
|
وَبِاللهِ
فَاسْتَعْصِــمْ وَلاَتَرْجُ غَيْرَهُ
|
أَذَى الجَارِ وَاسْتَمْسِكْ بِحَبْلِ المَحَامِدِ
|
#
|
وَغُضَّ عَنِ المَكْرُوْهِ طَرْفَكَ وَاجْتَنِبْ |
المفردات:
: الممتنع عن السيّئات
|
العَفِيْفُ
|
: تصاحب : تعاشر
|
تصحب
|
||||
: الوافي
|
المُنْجِزُ
|
: الحاذق
|
الذكي
|
||||
: المؤمن :
المُتَيَقِّنُ
|
الواثق
|
: مف. الموعد : الوعد
|
المواعد
|
||||
: طول الأيّام
|
مَدَى الأيام
|
: يحفظك
|
يصنْك
|
||||
: النعم مف.
النعمة
|
النعماء
|
: استمسك
|
استعصم
|
||||
مف. المحمدة
|
المحامد
|
: المنكر
|
الجاحد
|
||||
: الإيذاء
|
الأذى
|
: الممنوع
|
المكروه
|
||||
|
|
: امنع عينك عن النظر إلى شيء ممنوع
|
غض عن المكروه طرفك
|
||||
الشرح:
1- عليك أن
تبرّ وتحسن أمّك وأبيك كلاهما وهما أفضل الناس بالبر والإحسان، ثمّ أقرباءَك من
أقربهم إليك ثم الأبعد ثمّ الأبعد ثم إلى كافّة الناس، لأنّ الوالدين هما اللذان
يكونان وسيلة لوجودك في الدنيا، والأقرباؤك هم الذين يعاشرونك طوال أيّامك والذين
يساعدونك وكافّة الناس هم أمّتك ومجتمعك.
2- وفي إختيار
الصاحب عليك أن تختار الصديق المتّقي بالله المهذّب العفيف أو المبتعد عن الأعمال
الممنوعة الذي الموافي للوعد، لأنّ الصاحب المتّصف بالصفات المذكورة هو الذي
سيوصيك ويساعدك وسيحملك إلى النجاة في الدارين، ولأنّك ومن تجاريه سواء فإن صاحبت
الصاحب المتّصف بالصفات المذكورة فأنت مثله وإن صاحبت صاحبا سيئ الخلق فأنت مثله.
3- فإن أمنت
بالله فعليك أن تصدّق و أن تحسن الظنّ قما قد قضاه الله لك من الحوادث والمصائب
عليك وأن لاتيأس منها، لأنّ رضاك بها يدلّ على صبرك وشكرك لربّك والله يجزي
الصابرين والله يجزي الشاكرين، وأخيرا ستسلم من كلّ حاسد إليك.
4- عليك أن
لاتتمسّك إلاّ بحبل الله أن لا تطلب المساعدة إلاّ إلى الله، لأنّك فقد كفاك ما
أعطى الله لك من نعم الإيمان والإسلام والحرّيّة والصحّة وغيرها، لأنّ سبيل الله
هو السبيل الرشاد وغيره سبيل الضلال ولأنّ كفر النعمة يؤدّي إلى البعد من الله.
5- عليك أن
تبتعد عن المعاصي، فمن تلك المعاصي النظر إلى شيء قبيح أو إلى شيء منكر أو ممنوع
أو محرّم، لأنّ معصية النظر تؤدّي إلى معصية القلب ثمّ معصية العقل ثمّ معصية
اللسان ثمّ معصية سائر الجوارح، ومنها إيذاء الجار لأنّ من يؤذي جاره يدلّ على عدم
كمال إسلامه والله ويبغض من يؤذي جاره، بل عليك أن تتمسّك بحبل المحامد لأنّ ذلك
الذي سيحملك إلى السعادة في الدنيا والآخرة.
الخلاصة:
1- أفضل الناس
أن تبرّه والديك ثمّ الأقرباء ثمّ الأباعد.
2- أن تختار
الصديق المتّقي المهذّب العفيف الذكي الموافي لوعده لأنّ اختيارك لصاحبك دليد على
مروءتك.
3- عليك الرضى
وحسن الظنّ بالله في كلّ المصائب ولاتيأس منها ستسلم من كلّ حاسد.
4- أن لا
تستعصم إلاّ بالله لأنّ سبيله هو السبيل الرشاد و أن تشكر النعمة لأنّ الله سيزيد
الشاكرين.
5- أن تبعد
نظرك عن النظر إلى شيء قبيح و ممنوع و أن لا تؤذي الجار وأن تتمسّك بحبل المحامد.
الأسئلة:
1- من أفضل
الناس أن تحسن إليه؟ لماذا؟ ثمّ من ؟
2- ما هي صفات
الصديق التي لابدّ أن تختاره؟
3- لماذا يجب
علينا أن نوثق الله في كلّ مصيبة؟
4- من الذي يجب
أن تستعصمه؟ لماذا؟
5-
لماذا يجب علينا أن نبتعد عن النظر إلى شيء قبيح أو ممنوع؟
----------
لِلإِمَامِ الشَافِعِي
المُتَوَفَّى سنة 204 هـ
|
3
|
فيِ الحِكَمِ
وَطِبْ نَفْسًا إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
|
#
|
دَعِ
الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَـاءُ
|
فَمَا لِحَوَادِثِ الدُنْيَا بَقَــاءُ
|
#
|
وَلاَ
تَجْزَعْ لِحَـادِثَةِ اللَّيَاليِ
|
وَشِيْمَتُكَ السَمَاحَةُ وَالسَخَاءُ
|
#
|
وَكُنْ
رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْدًا
|
وَلاَ عُسْرٌ عَلَيْكَ وَلاَ رَخَـاءُ
|
#
|
وَ
لاَ حُزْنٌ يَدُوْمُ وَلاَ
سُرُوْرُ
|
فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُنْيَـا سَوَاءُ
|
#
|
إِذَا
مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَقُـوْعٍ
|
فَلاَ أَرْضٌ تَقِيْهِ وَلاَ سَمَـاءُ
|
#
|
وَمَنْ
نَزَلَتْ بِسَـاحَتِهِ المَنَايَا
|
المفردات:
|
|
مف. الحكمة: قول رائع يتضمّن حكما صحيحا مسلّما
|
الحكم
|
||
: حدثت حادثة
|
حكم القضاء
|
: اِرْضَ
|
طب نفسا
|
||
:واقعة الليالي :
المصيبة
|
حادثة الليالي
|
: لاتحزن – اصبِر
|
لاتجزع
|
||
: الجود : الكرم
ضدّ البخل
|
السخاء
|
مف. الهول: الأمر الخيف
: الأمر الشديد المجزع
|
الأهوال
|
||
: خلق و طبيعة
|
شيمة
|
: شديد : قويّ
|
جلد
|
||
>< حزن
|
سرور
|
: اللين والسهولة
|
السماحة
|
||
: سهولة العيش
|
رخاء
|
: صعوبة العيش
|
عسر
|
||
مف المنيّة :
الموت
|
المنايا
|
: كثير القناعة
|
قنوع
|
||
الشرح:
1- يجب عليك
السعي والعمل في الديا ثمّ التوكّل إلى الله تعالى، فلا تلمْ ما وقعت في الدنيا من
الخيرات أو الشدائد لأنّ الأيّام سوف تمّر حسب بسنّة الله تعالى بما فيها من
الحوادث وكلّ ما وقعت في الدنيا من قضاء الله فعليك أن ترضى بذلك.
2- إن كنت
راضيا قما قد قضاه الله لك فعليك أن لاتجزع أو أن لاتحزن و أنتصبر على كلّ من تلك
الوقائع والمصائب، لأنّ جميع الوقائع في الدنيا مؤقّت ولايدم، بل سيأتي بعد الصائب
سهولة وبعد السهولة مصائب.
3- وإن كنت
صابرا على تلك المصائب وكنت رجلا قويّ المروءة في مقابلة المصائب فما زلت في تلك
الحالة الشديدة المجزعة سامحا سخيّا رحيما تساعد وتعاشر غيرك بكلّ لين ورحمة مع
اطمئنان قلب ووجه طلقٍ.
4- يجب عليك أن
تكون سامحا وسخيّا ولو كنت في الشدائد لأنّ كلّ حال في الدنيا من الحزن والسرور
والعسر والرخاء لايدوم بل يأتي كلّ واحد على الآخر، فلافائدة للحزن عند الشدائد
ولافائدة للفرح عند الرخاء.
5- وعليك أن
تقنع بما قسم الله لك، لأنّ القناعة دليل الرضى بما قسم الله والتوكّل على الله
وتفويض جميع الأمور إلى الله، فإن كنت قانعا فمثلك كمثل الملك الذي لاييقصه شيء
لأنّ كلّ شيء في يده، لأنّك بقناعتك تستغني عن غيرك.
6- هكذا شأن
الحياة فكلّ شيء يجر بما قد قضاه الله، فإذا جاء وقت الموت إلى رجل، فلا مفرّ له
حتّى لو اختفى في أيّة بقعة من الأرض أو يرقى في السماء سوف لايسلم م الموت، فعليك
أن تستعدّ في مقابلة الموت متى كنت وأينما كنت وكيفما شأنك.
الخلاصة:
1- يجب عليك
الرضى بما قد فسم الله لك، لأنّ الأيّام والوقائع فيها تمرّ بما قد قضاه الله.
2- يجب عليك
الصبر في كلّ مصيبة لأنّ الوقائع في الدنيا مؤّقت.
3- أن تصبر وأن
تكون رجلا سامحا وسخيّا ولو كنت في الشدائد.
4- الحزن
والسرور والعسر والرخاء لاتدوم بل يتبادل واحد بعد الآخر.
5- عليك أن
تقنع بما قد قسم الله لك، لأنّك إذا قنعت فكنت أغنى الناس
6- عليك أن
تستعدّ لمقابلة الموت لأنّك لاتستطيع أن تفرّ منه إذا أتاك.
الأسئلة :
1- لماذا يجب
عليك الرضى بما قد قسم الله لك؟
2- لماذا يجب
عليك الصبر في كلّ مصيبة؟
3- كيف يجب
علين أن يكون شأنك إن كنت في الشدائد؟
4- هل الحزن
يدوم؟
5- لماذا يجب
عليك أن تكون رجلا قانعا؟
6- لما يجب
عليك أن تستعدّ لمقابلة الموت؟
----------
قال السيّد أحمد الهاشمي
|
4
|
وَلاَزِمِ الخَيْرَ فيِ حَلٍّ وَمُرْتَحَلِ
|
#
|
عَلَيْكَ بِالصَبْرِ وَالإِخْلاَصِ فيِ العَمَلِ
|
لاَبُدَّ يُجْزَاهُ فيِ
سَهْلٍ وَفيِ جَبَلِ
|
#
|
وَ جَانِبِ الشَرَّ وَ اعْلَمْ أَنَّ صَاحِبَهُ
|
فَفِيْهِ قَرْعٌ لِبَابِ
النُجْحِ وَالأَمَلِ
|
#
|
وَاصْبِرْ عَلىَ مَضَضِ الأَيَّامِ مُحْتَمِلاً
|
فَالعِزُّ عِنْدَ
رَسِيْمِ الأَيْنُقِ الذُلَلِ
|
#
|
لاَ تَطْلُبِ العِزَّ فِـي دَارٍ وُلِدْتَ بِهاَ
|
إِذْ لاَتُنَالُ
المَعَاليِ قَطٌّ بِالكَسَلِ
|
#
|
شَمِّرْ وَ
جِدَّ ِلأَمْرِ أَنْتَ
طَـالِبُهُ
|
تَقُوْلُ فَالشَرُّ كُلَّ الشَرِّ فيِ الجَدَلِ
|
#
|
وَ لاَ تُجَادِلْ جَهُوْلاً لَيْسَ يَفْهَمُ مَا
|
المفردات:
: إقامة ضدّ
مرتَحَل
|
حَلّ
|
: داوم
|
لازم
|
: ابتعدْ
|
جانِبْ
|
: سفر
|
مرتحل
|
ضدّ جبل
|
سهل
|
: يعطى الجزاء
|
يجزَى
|
: صابرا
|
محتملا
|
: وجع المصيبة
|
مضض
|
: النجاح
|
النجح
|
: طرقٌ : فتح
|
قَرْعٌ
|
: أثر السير
|
رسيم
|
: الشرف
|
العزّ
|
مف. الذلول
|
الذلل
|
مف. النَاقَةُ
|
الأينق
|
: ارفع الثوب
Singsingkan lengan baju
|
شمّر
|
: البعير الذي سهل انقياده
|
الذلول
|
: sama sekali
|
قطّ
|
مف. المعلاة: الشرف
|
المعالي
|
: كثير الجهل
|
جهول
|
: لاتخاصم
|
لاتجادل
|
الشرح:
1- عليك أن
تكون صابرا ومخلصا في كلّ عمل لأنّ حسن العمل سوف لايأتي إلاّ بالصبر والتأنّي
والإخلاص، وعليك أن تعمل الخير في أيّ مكان كان وفي أيّ وقت كان، لأنّ ذلك مفتاح
للنجاح والنجاة في كلّ شأن.
2- وضدّ ذلك
فعليك أن تبتعد عن الشرّ حيث ما كنت لأنّ عامل الشرّ سوف ينال جزاء عمله ولايستطيع
أن يفرّ من عاقبة شرّه حتّى ولو اختفى في الأرض أو في الجبال.
3- المصائب سوف
تأتي إليك، فواجبك الصبر فيها، لأنّ الصبر عند المصائب مفتاح للنجاح وطريق للوصول
إلى ما تمنّيته.
4- إن أردت
المرتبة العالية فأن لاتثبت في مكانك، لأنّ الشرف سوف لاتنال بالثبوت في دارك أو
في بلدة ولدت فيها، بال الشرف والمرتبة العلية التي تصل إليها على حسب طول سفرك أو
على حسب أثر سير ناقتك التي تحملك في السفر لطب المعرفة والعلم والتجربة.
5- وإذا طلبت
شيئا وعملت عملا للبحث عن الشرف والدرجة العالية فأن لاتكون متناصفا (العمل نصفا
نصفا) بل أن ترفع ثوبك في مقابلة ذلك العلم دلالة على جدّك واجتهادك وجهادك في
سعيك إلى أملك، لأنّ المعالي والشرف سوف لاتنال بالكسل.
6- الجاهل هو
الذي لايعلم حقيقة أمرك، فإذا لقيته ويجادلك فيما عملت فأن لاتجادله بل السكوت
جواب للجاهل، لأنّ مجادلة الجاهل لاتأتي بفائدة بل ستأتي الأشرار وستستمرّ
المجادلة دون انتهاء.
الخلاصة:
1- يجب عليك
الصبر والإخلاص في العمل، لأنّ حسن العمل لايأتي إلاّ بهما.
2- عليك أن
تبتعد عن الشرّ لأنّ عامل الشرّ سوف يجزى كيفما كان.
3- يحب الصبر
عند المصائب لأنّ ذلك طريق إلى نجاحك.
4- عليك أن
تكثر السفر لأنّ شرفك بقدر طول سفرك.
5- عليك أن
توجّه جميع الأعمال بجدّ لأنّ النجاح لايأتي إلاّ به.
6- أن لاتجاد
الجاهل لأنّ مجادلة الجاهل من أعظم الأشرار.
الأسئلة :
1- ما واجبك إن
أردت النجاح والنجاة في عملك؟
2- لماذا يجب
عليك أن تبتعد عن الشر؟
3- لماذا يجب
عليك الصبر عند المصائب؟
4- لماذا يجب
عليك أن تكثر السفر لطلب المعالي؟
5- لماذا يجب
عليك أن تسمّر وتجدّ في كلّ العمل؟
6- لماذا
لايجوز مجادلة الجاهل؟
----------
لِزُهَيْرِ بْنِ أَبِي سُلْمَى
المُتَوَفَّى قُبَيْلَ البِعْثَةِ [2]
|
5
|
عَلَـى قَوْمِهِ يُسْتَغْنَ عَنْهُ
وَيُذْمَمِ
|
#
|
وَ
مَنْ يَكُ ذَا فَضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ
|
وَ إِنْ يَرْقَ أَسْبَابَ السَمَاءِ
بِسُلَّمِ [3]
|
#
|
وَ
مَنْ هَابَ أَسْبَـابَ المَنَايَا يَنَلْنَهُ
|
وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَاسِ
تُعْلَمِ
|
#
|
وَمَهْمَا
تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيْقَةٍ
|
زِيَــادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فيِ
التَكَلُّمِ [4]
|
#
|
وَكَائِنْ
تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
|
فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ صُوْرَةُ اللَّحْمِ وَالدَمِ
|
#
|
لِسَـانُ
الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
|
المفردات:
: صاحب الزيادة
yang punya kelebihan
|
ذو فضل
|
: من يكنْ
|
من يك
|
|||
: خاف
|
هاب
|
: لا يحتاج إليه
|
يستغنى عنه
|
|||
: يصيب
|
ينال
|
: يلام : يعار : يعاب
|
يُذْمَمُ (يُذَمُّ)
|
|||
: ظنّها
|
خالها
|
: يصعد
|
يرفى
|
|||
|
|
: الطبيعة التي يخلق بها الإنسان
|
الخليقة
|
|||
: كأَيٍّ : كثيرا
ما
|
كائن
|
: لم تظهر
|
تخفى
|
|||
: mengagumkan
|
معجب
|
: ساكتٌ
|
صامت
|
|||
|
|
: الأمور التي تؤدّي إلى الموت
|
أسباب المنايا
|
|||
الشرح:
1- الرجل الذي
له فضل على غيره إمّا العلم أو المال سوف لايحترم ولايحتاج إليه إن لم ينفق ماله
إلى غيره أو لم يعمل بعلمه في مجتمعه، فلذلك إذا كان لك فضل على غيرك من مال
فأنفقه لأنّ مالك ما أنفقته وما أكلته فَلِلدّود وما تَرَكْتَهُ فلورثتك، وإن كان
من علم أو تجربة فعلّم غيرك بعلمك لأنّك ستستولي على باب من العلم إذا علّمته إلى
غيرك.
2- الموت سوف
يأتي كلَّ فرد من الناس، ولو خاف منه وابتعد عنه حتّى لو اختبأ أو سعد السماءَ
فرارا من الموت سوف يأتيه الموت، لأنّ حقيقة الموت انتقال الحياة فهو من أمر الله
وسيأتي كلّ فرد إذا جاء أجله، فلا حجّة للناس الخوف من الموت، فعليك أن تستعدّ
لمقابلة الموت.
3- لكلّ فرد
طبيعة حسنة وسيئة وكلّ فرد يسعى بإخفاء طبيعته السيّئة على غيره حتّى يعتقد أنّ
غيره لايعرفها، ولكنَّ الحقيقة أنّ تلك الطبيعة السيّئة التي ظنّها لاتُعرف قد
عَرفَها غيرُه، فَحَذَارِ الطبيعةَ السيّئة أو ابتعد على سوء الخلق أو الطبيعة
السيئّة أو الصفات الذليلة.
4- يعرف مزيّة
شخص بكلامه، فكثيرا ما وجدت رجلا ساكتا يعجبك بعد أن تكلّم، فمِنَ الذي ظننته حسنا
فساء بعد أن تكلّم، والذي ظننته سيّئا فوجدته حسنا بعد أن تكلّم، فعليك الصمت أو
تحسن في الكلام لأنّك ستخسر فسكوتك مرّت وستخسر بسوء كلامك على الدوام.
5- مروءة الفتى
ينقسم إلى قسمين فلسانه نصف وفؤاده أو نصف آخر، وإن لم يحسن لسان الفتى وقلبه،
فليس له مؤوءة والباقي جسمه الذي يتكوّن من الدم واللحم والعظم، فما الفرق بينه
وسائر الحيوان، فلذلك عليك تطهير قلبك وتحسين كلامك.
الخلاصة:
1- يجب عليك
إعطاء شيء من فضلك إلى غيرك لأن بخلك يؤدّي إلى عدم احتياج الناس إليك واتقارهم في
شأنك.
2- عليك أن
تستعدّ لمقابلة الموت، لأنّ الموت سوف يأتيك متى كان في أي مكان كنت وكيفما كنت.
3- يجب عليك أن
تبتعد عن الطبيعة أو العادة أو الصفة السيّئة، لأنّ الناس يعرفها ولو أخفيتها
عليهم.
4- يجب الإحسان
في الكلام أو الصمت، لأنّ مزيّتك أو نقصانك في كلامك.
5- يجب عليك
تطهير الفؤاد وتحسين الكلام، لأنّ مروءة الفتى فيهما فلاثمن لرجل إن لم يطهر فؤاده
ولم يحسن كلامه.
الأسئلة :
1- ما عاقبة من
يبخا على قومه؟
2- لماذا يجب
علينا أن نستعدّ لمقابقة الموت؟
3- لماذا يجب
علينا الاجتناب عن الطبيعة السيّئة؟
4- لماذا يجب
عليك أن تصمت أو تحسن في الكلام؟
5- لماذا يجب
عليك تحسين الكلام وتطهير الفؤاد أو القلب؟
----------
لِلإِمَامِ الشَافِعِي
المُتَوَفَّى سنة 204 هـ
|
6
|
فيِ عِزَّةِ النَفْسِ
كَمَا أَنَّ عَيْنَ السُخْطِ تُبْدِي المَسَاوِيَا
|
#
|
وَعَيْنُ الرِضَا عَنْ كُلِّ عَيْبٍ كَلِيْلَةٌ
|
وَلَسْتُ أَرَى لِلْمَرْءِ مَا لاَ يَرَى لِيَـا
|
#
|
وَلَسْتُ بِهَيَّـابٍ لِمَنْ لاَ يَهَابُنِي
|
وَإِنْ تَنْأَ عَنِّيْ تَلْقَنِيْ عَنْكَ نَائِيَــا
|
#
|
فَإِنْ تَدْنُ مِنِّيْ
تَدْنُ مِنْكَ مَوَدَّتِي
|
وَ نَحْنُ إِذَا مِتْنَا أَشَدُّ تَغَانِيَـــا
|
#
|
كِلاَنَا غَنِيٌّ عَنْ أَخِيْهِ حَيَــاتَهُ
|
المفردات:
ضدّ الرضا
|
السخط
|
: ضعيفة
|
كليلة
|
||||
|
|
- المساوئ جمن
الساءة : العيوب
|
المساويا
|
||||
: يخاف
|
يهاب
|
: هائب : خائف
|
هيّاب
|
||||
: تبعد
|
تنأى عن
|
: تقرب
|
تدنو من
|
||||
: ترى
|
تلقى
|
: بعيد
|
ناء
|
||||
: كلّ منّا
|
كلانا
|
: غير محتاج
|
غنيّ
|
||||
|
|
مصدر تعانى - يتغانى الاثنان : لايحتاج أحدهما إلى غيره
|
تغانيا
|
||||
الشرح:
الأبيات دليل
على تجربة عميقة ومعرفة واسعة فالمرء إذا كان راضيا عن آخر أو عن شيء لم ير منه
إلاّ محاسنه، وضعفت عيناه وكلّتا عن أن تريا واحدة من مساوئه، أمّا الساخط فلا يرى
إلاّ المساوئ وكلّتا أن تريا واحدة من معايبه.
ولست أخشى من
لايخشاني، ولا أرى لأحد على ما لا يرى لي عليه، فالحياة تبادل حقوق وواجبات.
ويا أخي إذا لم
تنظر إلى الحياة هذه النظرة فقدتَ كثيرا من جمالها، فإن اقتربتَ منّي أحببتك و
اقتربتْ مودّتي، وإذا ابتعدتَ عنّي ابتعدتُ عنك.
هذه في حياتنا،
كلّ منّا غنيّ عن الآخر، وإذا متنا فنحت أشدّ تغانيا وتباعدا، إذا شيء واحد يجمعنا
وهو أن نضع نصبَ أعيننا أنّنا يجب أن نتعاون ونتحابّ.
----------
قَالَ أَبُوْ مُسْلِمِ
الخُرَّاسَانِ المتوفّى سنة 755 مـ
|
7
|
عَنْهُ
مُلُوْكُ بَنِيْ مَرْوَانَ إِذْ حَشَدُوْا
|
#
|
أَدْرَكْتُ
بِالحَزْمِ وَالكِتْمَانِ مَا عَجَزَتْ
|
وَالقَوْمُ
فيِ غَفْلَةٍ بِالشَامِ قَدْ رَقَدُوْا
|
#
|
مَا
زِلْتُ أَسْعَى بِجُهْدِيْ فيِ دِمَارِهِمْ
|
مِنْ
نَوْمَةٍ لَمْ يَنَمْهَـا قَبْلَهُمْ أَحَدُ
|
#
|
حَتَّـى
ضَرَبْتُهُمْ بِالسَيْفِ فَانْتَبَهُوْا
|
وَنَامَ
عَنْهَا تَوَلَّـى رَعْيَهَا الأَسَدُ
|
#
|
وَمَنْ
رَعَـى غَنَمًا فيِ أَرْضٍ مَسْبَعَةِ
|
المفردات:
: الإخفاء
|
الكتمان
|
: عرفت بالضبط
|
أدركت بالحزم
|
||
: جمعوا
|
حشدوا
|
: ما لم يقدر عليه
|
ما عجزت عنه
|
||
: ناموا
|
رقدوا
|
: هجوم
|
دمار
|
||
: غفل عنها
|
نام عنها
|
: استيقظوا
|
انتبهوا
|
||
|
|
: أرض تكثر فيها سباع
|
أرض مسبعة
|
||
|
|
: قام برعيها
|
تولّى رعيها
|
||
الشرح:
1- عرفت
بالتمام أو بالضبط مع الإخفاء ما لايقدر عليه أن يعمل ملوك بني أميّة عندما جمعوا
قوّتهم لمقابلة عدوّهم.
2- عندما سعيت
وتحرّكت لهجوم بني أميّة فهم غافلون متمتّعون بالنعمة والرئاسة التي في يدهم
فمثلهم كمثل النائمين نوما عميقا.
3- فلمّا
هجمتهم تعجّبوا بحضور الجيوش المهاجمين،
فاستيقظوا من نومهم العميق الطويل
الذي لم ينم مثله غيره، حتّى لايستعدّون لمقابلة العدوّ.
4- فمثلهم في
رعاية رعيّتهم كمثل من يرعى غنما في مكان يكثر فيه السباع والحيوان المفترس وغفل
عن غنمه فيستولي على غنمه القوي من السباع وهو الأسد، وهكذا بنوا أميّة عندما
غفلوا عن رعاية رعيّتهم وأتاهم عدوّهم فلايقدرون على دفع عدوّهم فاستولى على
رعيّتهم القويّ من أعدائهم وهو أبو مسلم الخرّاسان وبنوا العبّاس.
الخلاصة:
الملك يكون
راعيا لرعيّته وهو مسؤول عن سلامة الرعيّة والبلاد من كلّ آفات الحياة ومن هجوم
الأعداء، فمثل رئيس القوم في رعاية المجتمع كمثل راعي الغنم، فإن كان رعايته للغنم
في أرض يكثر فيها السباع فعلى الراعي أن يحفظ الغنم حقّ الرعاية وأن يترقّب حركات
السباع، وكذلك الرئيس فهو مسؤول عن رعيّته، فإن غفل عن رعيّته سيستولي عليه راع
آخر.
----------
قال صَلاَحُ الدِيْنِ الصَفَدِي
المُتَوَفَّى سنة 764 هـ
|
8
|
فَانْصَبْ تُصِبْ عَنْ قَرِيْبٍ غَايَةَ
الأَمَلِ
|
#
|
الجَدُّ
بِالجِدِّ وَالحِرْمَــانُ بِالكَسَلِ
|
صَبْرَ الحُسَـامِ بِكَفِّ الدَارِعِ البَطَلِ
|
#
|
وَاصْبِرْ
عَلَى كُلِّ مَا يَأْتِي الزَمَانُ بِهِ
|
فَكُنْ كَأَنَّكَ لَــمْ تَسْمَعْ وَلَمْ
يَقُلِ
|
#
|
وَإِنْ بُلِيْتَ
بِشَخْصٍ لاَخَلاَقَ لَهُ
|
مِنْهُ إِلَيْــكَ فَإِنَّ السُمَّ فيِ
الدَسَمِ
|
#
|
وَلاَيَغُرَّنَّكَ
مَنْ تَبْدُوْ بَشَــاشَتُهُ
|
فَاكْتُمْ أُمُوْرَكَ عَنْ حَـافٍ
وَمُنْتَعِلِ
|
#
|
وَإِنْ
أَرَدْتَ نَجَـاحًا أَوْ بُلُوْغَ مُنًى
|
المفردات:
: المنع ونقيض الرزق
|
الحرمان
|
: الرزق : الحظّ
|
الجَدُّ
|
|||
: السيف
|
الحسام
|
: فاجِدَّ واجتهد
|
فانصب
|
|||
: الشجاع
|
البطل
|
: لابس الدرع
|
الدارع
|
|||
|
|
: قميص من زرد الحديد يلبس وقاية من سلاح العدوّ
|
الدرع
|
|||
: لاخير
|
لاخلاق
|
: النصيب الوافر من الخير
|
الخلاق
|
|||
: طلاقة الوجه
|
بشاشة
|
: امتحنت : أُخْتُبِرْتَ
|
بليت
|
|||
: اللحم والشحم
|
الدسمّ
|
: يخدع
|
يغرّ
|
|||
: لابس النعل
|
المنتعل
|
: الماشي بلا نعلٍ
|
الحافي
|
|||
|
|
: عن جميع الناس
|
عن حاف و منتعل
|
|||
الشرح:
1- الرزق ينال
بالجدّ وعاقبة الكسل الفقر، فعليك أن تجتهد في كلّ ما سعيت إليه لأنّ الأمل لاينال
إلا بالجد بل بالجد والاجتهاد والجهاد أي الجد بالجوارح والاجتهاد بالتفكير
والجهاد بالقلب.
2- وعليك أن
تصبر على كلّ ما يأتيك من المصائب لأن المصائب سوف تأتيك طول حياتك، كمثل السيف
الذي حمله بطل مستعمل الدرع، فالسيف في يده يصبر على رد سيف العدو الذي يقصد إليه،
لأنّ ضياع الصبر ولو دقيقة يؤدّي إلى وصول سيف العدوّ إلى حامل السيف.
3- وإذا جاءك شخص
لايريد منك خيرا وامتحنك أو ابتلاك فلا تهتمْ كلامه وكن كأنّك لم تسمع قوله وكأنّ
ذلك الشخص لم يكلّمك شيئا، لأنّ ذلك الشخص لايريد إلا أن يسقطك و يبحث عن نقصانك
فلاخير في مكالمته ومجادلته.
4- أن لايخدعك
ابتسام الشخص أو بشاشته الذي يظهرها أمامك، لأنّ وراء البشاشة سمّ خفيّ لايعرفه
كثير من الناس، كما أنّ الناس لايعرفون أن في الدسم سمّ، وأكثر الناس يحبّون
الدسم، وأنت عرفت عاقبة من يكثر أكل الدسم.
5- وإذا أردت
أن تنجح في عمل ما أو أردت الوصول إلى أمل تمنّيت إليه، فلا تخبر أمور نفسك إلى
كثير من الناس قبل الوصول إلى مرادك، لأنّ
مِنَ الناس مَنْ لايعرف مرادك، ومنهم من لايرضى بنجاحك فيمنعك، فإن أخبرت إلى غيرك
قبل الوصول إلى مرادك وفشلت فالناس سيحتقرونك ويذلّلك.
الخلاصة:
1- عليك أن
تجدّ وتجتهد وتجاهد في كلّ أمر لأن الرزقا لاتنال إلاّ بها ولاتصل إلى الأمل إلاّ
بها.
2- عليك الصبر
في المصائب مصبر السيف الذي لايغفل ولو دقيقة في ردّ سيوف العدوّ الذي وجّهت إليه.
3- أن لاتهتم
الشخص الذي لايريد منك خيرا إذا ابتلاك.
4- عليك أن
تتنبّه من يظهر البشاشة إليك، لأنّ وراء البشاشة سمّ.
5- عليك أن
لاتخبر أمورك قبل وصولك إلى مرادك، لأنّ ذلك يؤدّي إلى فشلك لما كان منهم من
لايرضاك، أو إذا فشلك فيذلّلونك.
الأسئلة :
1- لماذا يجب
عليك أن تجدّ وتجتهد وتجاهد في كلّ أمر؟
2- ما وجبك في
مقابلة المصائب في الدنيا؟
3- كيف تعامل
ابتلاء من لايريد منك خيرا؟
4- ماذا تعمل
إذا أتاك رجل يبدي بشاشته إليك؟
5- لماذا
لايجوم لك أن تخبر أمورك قبل الوصول إلى مرادك؟
----------
قال الشيخ عَبْدُ اللهِ فِكْرِيْ
بَاشَا المتوفّى سنة 1207 هـ[5]
|
9
|
وَقُمْ
لِلْمَعَالِي وَالعَوَالِـي وَشَمِّرِ
|
#
|
إِذَا
نَامَ غِرٌّ فِـي دُجَى اللَّيْلِ فَاسْهَرْ
|
عَلَيْهِ
فَإِنْ لَـمْ تُبْصِرِ النُجْحَ فَاصْبِرِ
|
#
|
وَسَارِعْ
إِلىَ مَا رُمْتَ مَا دُمْتَ قَادِرًا
|
تَجِدْ
مَـادِحًا أَوْ تُخْطِئِ الرَأْيَ
تُعْذَرِ
|
#
|
وَأَكْثِرْ
مِنَ الشُوْرَى فَإِنَّكَ إِنْ تُصِبْ
|
تُصَدَّقْ
وَلاَتَرْكَنْ إِلـىَ قَوْلِ مُفْتَرِ
|
#
|
وَعَوِّدْ
مَقَالَ الصِدْقِ نَفْسَكَ وَارْضَهُ
|
فَلَسْتَ
عَلَـى هذَا الوَرَى بِمُسَيْطِرِ
|
#
|
وَلاَتَقْفُ
زَلاَّتِ العِبَــادِ تَعُدُّهَا
|
المفردات:
مف. دجيّة : ظلمة
|
دجىً
|
: شابّ لاخبرة له
|
غرّ
|
: ارفع الثوب
|
شمّرْ
|
مف. المعلاة :الأمر الشريف
|
المعالي
|
: أردتَ
|
رمتَ
|
: تعرف
|
تبصرُ
|
: تؤتَمن
|
تصدَّق
|
: النجاحُ
|
النجح
|
: لاتتبعْ
|
لاتقفُ
|
: قول : كلام
|
مقال
|
: تحصِي : تحسبُ
|
تعدُّ
|
: المتخلّق بالكذب
|
المفتري
|
: مستول
|
مسيطر
|
: تعتمد
|
تركن
|
: الخلق
|
الورى
|
مف. زلّة : خطيئة
|
زلاّت
|
الشرح:
1- إذا كان
الشباب الذين ليس لهم خبرة ولا أمل في مستقبلهم نائمون طول ليالهم فأن لا تتبعْهم،
بل عليك أن تسهَرَ طلبا للمعالي والعوالي، و أن ترفع ثوبك اعتبارا على جدّك
واستعدادك لمقابلة مستقبلك.
2- وإذا أردت
شيئا فأسرع في السعي إلى ذلك، و أن تعمل بكلّ قوّتك وبالاستماتة، ومع ذلك ولو
أخرجت جميع قوّتك ولم تَرَ نجاحا، فواجبك الصبر، لأنّ ذلك نجاح مؤخّر وليس فشال،
فالفشال إذا يَئِسْتَ.
3- و إذا عملت
فعليك أن تكثر المشاورة مع غيرك، لأنّ نتيجة المشاورة أقبر إلى الصواب من رأي
الفرد، وذلك إن كان رأيك صحيحا فعملك صحيح فستجد من ذلك المدح من غيرك، وإن أخطأت
بعد المشاورة تعذرْ من اللوم.
4- عليك أن
تعوّد نفسك قول الصدق راضيا وطبيعة ولاتكن مضطرّا في قول الصدق سيصدّقك ا لناس،
ولا تعتمد ولا تتبع إلى قوم من تعوّد بقول الكذب.
5- ولا تتبع
أعمال الناس وتجربتهم المخطئة التي تحملهم إلى سقوطهم، لأنّك ظننت أنّك ستسلم من عاقبة ذلك العمل، ربّما
اعتمادا على أنّ إيمانك قويّ، لأنّك لاتستطيع أن تستوليَ على هذا الخلق (الخطأ
الذي يؤدّي إلى سقوطك وذمّ الناس إليك).
الخلاصة:
1- يجب عليك
سهر اليال عند نوم عموم الناس طلبا للمعالي والعوالي.
2- لاتؤخّر إلى
ما أردته ما دمْت قادرا علبه، لكن إنْ لم تنجح فاصبر.
3- عليك أن
تكثر المشاورة لأنّ نتيجة المشاورة أقرب إلى الصواب، فإن أصبت تمدح و إن أخطأت
تعذر من اللوم.
4- إذا أردت أن
يصدّقك الناس فعليك أن تتعوّد بقول الصدق ولا تتبع قول الكذّاب.
5- لاتتبع
الأعمال التي تؤدّي إلى سقوط الناس اعتمادا على قوّة إيمانك، لأنّك لاتستطيع أن
تستولي على هذا الخطأ.
الأسئلة :
1- ماذا تعمل
عندما كان الناس نائمين؟
2- ماذا شأنك
إن لمْ ترَ نجاحا ممّا سعيت إليه؟
3- لماذا يجب
عليك أن تصبر.
4- ماذا تعلم
إن أردت أن يصدّقك الناس؟
5- لماذا
لايجوز أن تجرّب تجربة الناس المخطئة التي تؤدّي إلى سقوطهم؟
---------
خُطْبَةُ قُسٍّ بْنِ سَاعَدَةَ
الأَيَادِيِّ المتوفّى قبيل البعثة [6]
|
10
|
في سوق عكاظ
أَيُّهَا
النَاسُ اسْمَعُوْا وَعُوْا مَنْ عَاشَ مَاتَ وَمَنْ مَاتَ فَاتَ وَكُلُّ مَا هُوَ
آتٍ آتٍ لَيْلٌ دَاجٍ وَنَهَارٌ سَاجٍ وَسَمَاءُ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَنُجُوْمٌ
تَزْهَرُ وَبِحَارٌ تَزْخَرُ وَجِبَالٌ مُرْسَاةٌ وَأَرْضٌ مُدْحَاةٌ وَأَنْهَارٌ
مُجْرَاةٌ وَإِنَّ فيِ السَمَاءِ لَخِبَرًا وَإِنَّ فيِ الأَرْضِ لَعِبَرًا، مَا
بَالُ النَاسِ يَذْهَبُوْنَ وَلاَيَرْجِعُوْنَ أَرَضُوْا فَأَقَامُوْا؟ أَمْ
تُرِكُوْا فَنَامُوْا؟ يُقْسِمُ قُسٌّ بِاللهِ قَسَمًا لاَ إِثْمَ فِيْهِ إِنَّ
لِلهِ دِيْنًا هُوَ أَرْضَى لَكُمْ وَأَفْضَلُ مِنْ دِيْنِكُمْ الذِيْ أَنْتُمْ
عَلَيْهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُوْنَ مِنَ الأَمْرِ مُنْكَرًا. وَيُرْوَى أَنَّ قُسًّا
بَعْدَ ذلِكَ يَقُوْلُ:
مِنَ القُرُوْنِ لَنَــا بَصَائِرْ
|
#
|
فيِ
الذَاهِبِيْـــنَ الأَوَّلِيْنَ
|
لِلْمَوْتِ لَيْسَ لَهَا مَصَادِرْ
|
#
|
لَمَّـــا
رَأَيْتُ مَوَارِدًا
|
يَمْضِي الأَكَابِرَ وَالأَصَاغِرْ
|
#
|
وَ
رَأَيْتُ قَوْمِي نَحْوَهَا
|
وَلاَ مِنَ البَــاقِيْنَ غَابِرْ
|
#
|
لاَيَرْجِعُ
المَاضِي إِلَيَّ مَ
|
لَةَ حَيْثُ صَارَ القَوْمُ صَائِرْ
|
#
|
أَيْقَنْتُ
أَنِّي لاَمُحَــا
|
المفردات:
: مضى
|
فات
|
: أقبلوا وتدبّروا واحفظوا
|
عوا
|
|
: ساكن
|
ساجٍ
|
: مظلم[7]
|
داجٍ
|
|
مف. برج
|
أبراج
|
: تضيء وتلألئ
|
تزهر
|
|
: تمتلئ
|
تزخر
|
:
|
بُرْجٌ
|
|
: مبسوطة
|
مدحاة
|
: ثابتة
|
مرساة
|
|
مف. عِبْرَةٌ : عِظَة
|
عِبَرٌ
|
اسم المفعول من أجرى :أسال
dialirkan
|
مجراة
|
|
مف. بصيرة : عظة
|
بصائِرُ
|
: الموتى السابقين
|
الذاهبين الأوّلين
|
|
مف. مورد : طريق
|
موارد
|
: راجع
|
صائِر
|
|
:
|
غابر
|
: لا شكّ
|
لامحالة
|
|
الشرح:
أَيُّهَا النَاسُ اسْمَعُوْا وَعُوْا (أقبلوا
وتدبّروا واحفظوا) مَنْ عَاشَ مَاتَ
(من عاش في الدنيا سوف يأتي إليه
الموت) وَمَنْ مَاتَ فَاتَ (ومن قد مات
لايستطيع أن يعود ثانيا) وَكُلُّ مَا هُوَ
آتٍ آتٍ (وكلّ شيء الذي قد قضاه الله أن يأتي سوف يأتي، وكذلك الموت سوف يأتي إلى
جميع الناس) لَيْلٌ دَاجٍ وَنَهَارٌ
سَاجٍ وَسَمَاءُ ذَاتُ أَبْرَاجٍ وَنُجُوْمٌ تَزْهَرُ وَبِحَارٌ تَزْخَرُ
وَجِبَالٌ مُرْسَاةٌ وَأَرْضٌ مُدْحَاةٌ وَأَنْهَارٌ مُجْرَاةٌ (وكلّ ذلك سوف يأتي
إلينا) وَإِنَّ فيِ السَمَاءِ لَخِبَرًا
وَإِنَّ فيِ الأَرْضِ لَعِبَرًا (نأخذ
عبرة وعظة أو درسا من كلّ ما قد وقع، لأنّ الخبرة في السماء وواجب من في الأرض أخذ
الدرس ممّا في السماء) ، مَا بَالُ
النَاسِ يَذْهَبُوْنَ وَلاَيَرْجِعُوْنَ (يموتون)
أَرَضُوْا فَأَقَامُوْا؟ (أهم مستريحون في السماء حتّى لايريد الرجوع إلى
الأرض؟) أَمْ تُرِكُوْا فَنَامُوْا؟ (أم
هم يبركون ولايعتبرون فناموا في مقابرهم؟)
يُقْسِمُ قُسٌّ بِاللهِ قَسَمًا لاَ إِثْمَ فِيْهِ إِنَّ لِلهِ دِيْنًا
هُوَ أَرْضَى لَكُمْ وَأَفْضَلُ مِنْ دِيْنِكُمْ الذِيْ أَنْتُمْ عَلَيْهِ
إِنَّكُمْ لَتَأْتُوْنَ مِنَ الأَمْرِ مُنْكَرًا. وَيُرْوَى أَنَّ قُسًّا بَعْدَ
ذلِكَ يَقُوْلُ:
1- نأخذ درسا
وعظة ممّن قد مات قبلُ
2- رأيت انّ
طرق الموت ليس لها مصادر الذي نستطيع أن
نبتعد عنها.
3- وهكذا قومي
رأى كما رأيت، وهذا الموت يصيب الكبراء والصغراء.
4- كلّ ما قد
مضى لايعد إلى الباقي، والباقي لايستطيع أن يذهب إلى الماضي.
5- أنا أيقنت
أنّي سأكون مثل ما وقع الى قومي الذين ماتوا (سوف أموت).
الخلاصة:
1- قبل مجيء
رسالة النبي فقد كان بعض العرب عند جاهليّتهم يعتقدون دين التوحيد.
2- جميع الناس
سوف يموت، متى كان وكيفما كان.
3- نأخذ الدرس ممّن قد مات قبل، لأنّ بعد الموت
حياة أخرى، فعلينا أن نستعدّ لمقابلة الحياة المقبلة.
4- علينا أن
تستعدّ لمقابلة الموت لأنّ الموت سوف يأتي ولايستطيع أحد أن يسلم من أسباب الموت.
----------
لِصَالِحِ بْنِ عَبْدِ القُدُّوْسِ
المتوفّى سنة 855 هـ
|
11
|
في مُعَامَلَةِ العَدُوِّ
مِنْهُ
زَمَانَكَ خَائِفًا تَتَرَقَّبُ
|
#
|
وَابْدَأْ عَدُوَّكَ بِالتَحِيَّةِ وَلْتَكُنْ
|
فَاللَيْثُ يَبْدُوْ نَابُهُ إِذْ يَغْضَبُ
|
#
|
وَاحْذَرْهُ إِنْ
لاَقَيْتَهُ مُتَبَسِّمًا
|
فَالحِقْدُ بَاقٍ فيِ الصُدُوْرِ مُغَيَّبُ
|
#
|
إِنَّ العَدُوَّ وَ إِنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ
|
فَهُوَ
العَدُوُّ وَ حَقُّهُ يُتَجَنَّبُ
|
#
|
وَإِذَا الصَدِيْقُ
لَقِيْتَهُ مُتَمَلِّقًا
|
حُلْوِ
اللِسَانِ وَ قَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ
|
#
|
لاَخَيْرَ فيِ وُدِّ
امْرِئٍ مُتَمَلِّقٍ
|
وَإِذَا تَوَارَى عَنْكَ فَهُوَ العَقْرَبُ
|
#
|
يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أَنَّهُ بِكَ وَاثِقٌ
|
المفردات:
: تنتظر وتحاذر
|
تترقّب
|
: السلام
|
التحيّة
|
: صادفته : قابلته
|
لاقيته
|
: تحرَّرْ منه
|
احذَرْهُ
|
: يظهر
|
يبدو
|
: الأسد
|
الليث
|
: قدُم : مضى
|
تقادم
|
: السن خلف الرباعيّة
|
الناب
|
: يتحرّق -حرّقته الغضب
|
يتلهّب
|
: الغضب الثابت في القلب
|
الحقد
|
- تملّق :تودّد وتذلّل وأبدى بلسانه من الإكرام والودّ ما
ليس في قلبه.
|
المتملّق
|
||
: المؤتمن
|
الواثق
|
: يُقسِمُ
|
يحلف
|
:
|
العقرب
|
: استت ر ـِـ
|
توارى
|
الشرح:
1- إذا صادفت
عدوّك فعليك أن تبدأ بالتحيّة له قبل أن يبدأ قبلك بالتحيّة فتسقط هيبتك، ومع ذلك
لاتكون غافلا عنه، وإنّما أن تكون خائفا من كيده وتترقّب حركاته وتحاذر صنعته.
2- إذا لاقيت
عدوّك وهو مبتسم فلا تحسن الظنّ بابتسام عدوّك، لأنّ الليث إذا تبسّم وأظهر نابَه
لايُظهر أنّه سيرحمك ولكن سيأكلك وسيقتلك، ومثل العدوّ كمثل الليث، فابتسامه ليس
ابتسام الرحمة وإنّما ابتسام الحقد والغضب.
3- من صفة
العدوّ عدم الرضى بكلّ ما تصنعه، حتّى ولو كان ا لمعاهده بينك وبينه تقادمت ومضت،
فحقد العدوّ ثابت في قلبه، فعليك أن لا تغفل من العدوّ ا عتمادا على وجود المعاهدة
بينك وبينه.
4- من صفة
العدوّ التملّق وهو إظهار الإحسان والودّ إليك بحسن كلامه وحسن صنعه لك، فإن وجدت
رجلاً كأنّه صديقك ولكنّه يتملّق أمامك، فبالحقيقة هو العدو، وعليك أن تتجنّب عنه.
5- إحسان رجل
متملّق و ودّه لايفيدك شيئا بل يضرّك، لأنّ إحسانه وودّه لايوجد إلا في لسانه
راجيا منك المنفعة و الغفلة و قلبه يشتعل بنار الغضب والعداوة، وهو ينتظر غفلتك
مستعدّا لإسقاطك وقتلك.
6- فالعدوّ إذا
صادفك يحلف بأنّه واثق ومؤتمن بك، ولكن إذا ابتعد عنك مثله كمثل العقرب الذي
يستعدّ أن يفترس كلّ ما حوله. فحذارِ العدوّ متى كان وكيفما كان.
الخلاصة:
1- عليك أن
تبدأ عدوّك بالتحيّة قبل أن يحييك مع إبقاء شعور الخوف ومراقبة أعمال العدو.
2- وعليك أن
تحذر من العدوّ إذا ابتسم لأنّ ابتسام العدوّ كابتسام الليث الذي يريد أن يفترس
فراسته.
3- أن لاتغفل
من العدوّ اعتمادا على المعاهدة معه، لأنّ حقد العدوّ لايضيع طول الزمان.
4- اعلم أنّ من
صفة العدوّ يتصنّع كأنّه صديقك ويظهر الإحسان والودّ أمامك، فعليك أن تتجنّب من
رجل متملّق أمامك.
5- يجب عليك أن
تتجنّب من الرجل المتملّق لأنّ إحسانه وودّه في فمه وفي قلبه نقيض ذلك فلا خير
فيه.
6- واعلم أنّ
من صفة العدوّ يأتمنك أمامك، ويعاديك وراءك، فلا تغفل من العدوّ ولو دقيقة!
الأسئلة:
1- ماذا عملت
إذا لقيت عدوّك؟
2- لماذا يجب
عليك أن تحذر من العدوّ المبتسم إليك؟
3- لماذا
لاتأتمن العدوّ وإن مضت المعاهدة معه؟
4- ما حكم
الصديق المتملّق؟
5- لماذا
لاترجو من إحسان المتملّق خيرا؟
------------
لِلإِمَامِ الشَافِعِي
المُتَوَفَّى سنة 204 هـ :
في المعاشرة
|
12
|
فَدَعْهُ وَلاَتُكْثِرْ عَلَيْهِ تَأَسُّفَــا
|
#
|
إِذَا
المَرْءُ لاَيَرْعَـاكَ إِلاَّ تَكَلُّفًا
|
وَفيِ القَلْبِ صَبْرٌ لِلْحَبِيْبِ وَلَوْ
جَفَا
|
#
|
فَفِي
النَاسِ أَبْدَالٌ وَفيِ التَرْكِ رَاحَةٌ
|
وَلاَكُلُّ مَنْ صَافَيْتَهُ لَكَ قَدْ صَفَا
|
#
|
فَمَـا
كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قَلْبُهُ
|
فَلاَ خَيْرَ فيِ وُدٍّ يَجِيْءُ تَكَلُّفَــا
|
#
|
إِذَا
لَمْ يَكُنْ صَفْوُ
الوِدَادِ طَبِيْعَةً
|
وَيَلْقَاكَ مِنْ بَعْدِ المَوَدَّةِ
بِالجَفَــا
|
#
|
وَلاَ
خَيْرَ فـيِ خِلٍّ يَخُوْنُ خَلِيْلَهُ
|
وَيُظْهِرُ سِرًّا كَانَ بِالأَمْسِ فيِ
خَفَـا
|
#
|
وَيُنْكِرُ
عَهْدًا قَدْ تَقَـادَمَ عَهْدُهُ [8]
|
صَدِيْقٌ صَدُوْقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا
|
#
|
سَلاَمٌ
عَلَى الدُّنْيَا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا
|
المفردات:
|
|
: يلاحظك محسّنا إليك: يعاملك معملة حسنة
|
يرعاك
|
||
:التلهّف: الشعور بالأسف
|
التأسف
|
: التصنّع
|
التكلّف
|
||
: بعُد
|
جفا
|
مف.بدل وهو بديل
|
أبدال
|
||
: أخلصت له الودّ
|
صافيته
|
: تحبّ
|
تهوى
|
||
: المودّة : المحبّة
|
الوداد
|
: كان صافياً أو خالصاً
|
صفا
|
||
: الصديق المختصّ
|
الخليل
|
: الصديق الودود
|
الخلّ
|
||
|
سلام على الدنيا : لاخير فيها
|
- الجفاء : الإعراض
|
الجفا
|
||
: كثير الصدق
|
صدوق
|
: صاحب : حبيب
|
صديق
|
||
|
|
: عادل
|
منصف
|
||
الشرح:
1- إذا عاشرك
رجل معاشرة جميلة و يعاملك معاملة حسنة، لكنّ معاملته ليست حقيقيّة بل تصنّعا منه
إليك، فعليك أن تعرف ذلك التصنّع وعليك أن لا تؤسّفه أي أن لا تشعر بالأسف عليه.
2- إذا تركت
صديقك المتصنّع ستجد بديله وفي تركك صديقك راحة لأنّ فيه تبادل من مصادقة واحد إلى
الآخر ولاكنّ الصبر والمحبّة ثابت في قلبك ولو تركت صديقك الأوّل بعيدا منك.
3- ليس كلّ من
تهواه أو تحبّه يحبّك قلبه كما تحبّه، وليس كلّ من أخلصت في المحبّة إليه يخلص
إليك في المحبّة كما أخلصت له في المحبّة، فلذلك إذا أحببت شخصا فأحببه بقدر
الحاجة لاتحبّه ولايجوز المبالغة في المحبّة حتّى كأنّك لاتمتلك صديقا آخر سواه.
4- إذا كانت
المحبّة في المعاشرة من صاحبك إليك لاتكون طبيعة أو لاتكون حقيقيّة وبل لأجل
التكلّف أو التصنّع، فلاخير فيه، لأنّ المحبّة عند التصنّع في ظاهره فقط ولافي
قلبه، فلايمكن أن تبقى المحبّة طويلا.
5- من عاقبة
المحبّة لأجل التكلّف أو التصنّع فقد يكون الواحد يخون الآخر، فوقع بينهما الخلاف
بعد أن تحابّا، فانقلبت الحال بينهما من المحبّة إلى الإعراض. فلاخير في المصاحبة
إذا كان الواحد يخون الآخر.
6- ومن صفة
مصادقة المتكلّف أو المتصنّع هي إنكار الوعد الذي قد تقادم الموافقة بينك وبينه،
وإظهار السرّ الذي لم يظهره عند أوائل المصاحبة بينك وبينه.
7- فلا تخطئ في
اختيار الصاحب، فعليك أن تختار الصاحب في الدنيا المتّصف بالصفات الكريمة، منها
الصدوق أي كثير الصدق يوافي بالوعد و منصف أي عادل، فإن لم يكن لك صاحب في الدنيا
المتصف بالصفات المذكورة فلاخير لعيشك في هذه الدنيا.
الخلاصة:
1- عليك أن
لاتأسّف على رجل متصنّع أنّه يعاملك معاملة حسنة.
2- لاتخشى من
ترك الصديق المتصنّع لأنّك ستجد بديله، ومازلت قربة في القلب ولو تركته بعيدا.
3- إذا أحببت
رجلا فعليك أن تحبّه بقدره فليس كلّ من أحببته يحبّك.
4- لاخير في
المحبّة لأجل التكلّف أو التصنّع لأنّها ليست محبّة حقيقيّة.
5- لاخير في
مصاحبة من يخونك.
6- لاخير في
مصاحبة من يخالف الوعد ويظهر السر.
7- صفات الصديق
الكريمة هي صدوق صادق الوعد منصف.
الأسئلة :
1.
كيف تعامل من
يعاملك معاملة حسنة متصنّعا؟
2.
كيف شأنك إذا
تركت صديقك المتصنّع؟
3.
ما هي صفات
الصديق المتصنّع؟
4.
ما هي صفات
الصديق الكريمة؟
----------
[1]
. وإن كان مثلي ليس له مال، رغم ما عنده من تجربة وعلم ومعرفة، فلا يقيسه الناس
بالمقياس الصحيح الذي يجب أن يقيسوه به، وإنّما يقيسونه بمقياس المال وبهذا
المقياس يكون بالقياس كالطفل في الشوارع.
[2]
. زهير بن أبي سلمى المزني المضري اسمه ربيعة بن رباح المزني ثالث فحول الطبقة
الأولى من الجاهليّة، وأعفّهم قولا، وأو جزهم لفظا، وأغزرهم حكمة، وأكثرهم تهذيبا
لشعره. نشأ في غطفان.
[3]
. في جواهر الأدب الجزء 2 ص.51 . . .
. ولو رام أسباب السماء بسلّم
[4]
. في جواهر الأدب الجزء 2 ص.51 وكَأَنْ
ترى من صامت . . .
[5]
. عبد الله فكري باشا: أحد أركان النهضة الأدبيّة في مصر.
[6]
. قسّ بن ساعدة الإيادي: هو خطيب العرق قاطبة، والمضروب به المثل في البلاغة
والحكمة، كان يدين بالتوحيد، ويؤمن بالبعث، ويدعو العرب إلى نبذ العطوف على
الأوثان، ويرشدهم إلى عبادة الخالق. ويقال إنّه أوّل من خطب على شرف، وأوّل من قال
في الخطبة "أمّا بعد" وأوّل من اتّكأ على سيف أو عصاً في خطبته، وكان
الناس يتحاكمون إليه، وهو القائل: "البيّنة على من ادّعى، واليمين على من
أنكر" وسمعه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قبل البعثة بخطب في عكاظ، فأثنى
عليه وعمّر قسٌ طويلا. ومات قبيل البعثة - ومن خطبه التي خطبها في سوق عكاظ كما
تلي:
[7] . داجٍ: من فعل دجَا الليل : أظلم
[8]
. في جواهر الأدب اجزء الثاني ص.485، وديوان الشافعي ص.85: ونكنر عَيْشًا قد تقادم
عهده
Ustadz, ana boleh minta artinya?
ReplyDeletealhamdulillah bisa menelaah ulang mahfudzat kelas 4.
ReplyDeleteSangat bermanfaat. Jazakumullah khairan
ReplyDeleteMumtaz, jariyatan lakum ustadzi
ReplyDelete